بر الوالدين – عملُ مأثور وجهد مأجور
قالوا: إن كنت تريد أن تعلم كيف ستبدو زوجتك بعد ثلاثين سنة فانظر الى والدتها. قد يكون ذلك صحيحاًَ من حيث المظهر الخارخي. لكني أقول إن أردت أن تعلم أنت كيف ستبدو وكيف ستغدو في نهاية أيامك فتأمل أباك فنهايتك قد تكون مشابهة لنهايته .
هؤلاء الأهل الذين منحوك في فجر أيامك الرعاية والعناية من أجل حياتك ,لا بد لك وأن تجزي لهم عطائهم حينما يحتاجون إليك في أيامهم الأخيره .فبرّهم دليل على انسانيتك , ورعايتهم دليل على كرم أخلاقك وإعترافك بالجميل, وجهودك معهم بذره تزرعها وقت قوتك وتجني ثمارها ساعة وهنك وضعفك .
سئل رجل من الأعراب ذات يوم ماذا تصنع في هذه الأيام فقال: " أسدد وأقرض وأرمي في البحر " . فطلب منه السائل أن يشرح ما قال ففسر قائلا :" أسدد: أي أعتني بوالدي ,وبذلك أحاول أن أجزيهم عمّا صنعا معي في صغري , وأقرض: أعتني بأولادي وأعتبر ذلك قرضا لعلهم يسددنوه في كبري وأرمي في البحر كناية عن جهدي لبناتي وإستثماري فيهنّ لأّن ثمرة عملي سيجنيها حتما رجل آخر .
لقد أمرنا الله تعالى ببر الوالدين وأظهر لنا جزاء ذلك , كما نهانا من عقوقهم وبيَّن لنا عقاب ذلك. ابائنا وامهاتنا -وخاصة وقت ضعفهم- يلتمسون منّا العناية المادية والرعاية المعنوية ,فالكلمة الطيبة والبسمة الرقيقة والمعاملة الحسنة, رحيق مختوم وشذا يبعث في نفوسهم السعادة والفرحة .
تذكر أيها الإبن أن هؤلاء جاعوا ليطعموك وسهروا لتقر عينك , وتعبوا ليريحوك, ترى فما جزاء كل هذا إن لم يكن الإحسان إليهم ورعايتهم وبرهم فذلك عمل مأثور وجهد مأجور عند رب كريم غفور . "وقضى ربك ألاّ تعبدوا إلا إيّاه وبالولدين إحسانا" صدق الله العظيم.
والله الموفق ....
[i][b]k.benzema[/b][/i]