المخيمات الصيفية
عندما تنتهي السنة الدراسية وتبدأ العطلة الصيفية تتباين آراء أفراد المجتمع وتختلف بين راغبٍ وكاره بين محب ومبغض لهذه العطلة الطويلة المطولة.
جمهور الطلاب الذين تعبوا, كدوا وملوا الجلوس مع مقاعد الدراسة وأمام المعلمين الذين أمطروهم بالمواد والتوجيهات وأتعبوهم بالطلبات والواجبات, يقف في صف المحبين والراغبين لهذه الفرصة لاسباب يفهمها الجميع. وكذلك المعلمون الذين اثقلت نفوسهم المحاولات المتكررة لدفع طلابهم الى بر الأمان وللوصول بهم الى ذلك المكان التي تتجلى فيه مصلحتهم المستقبلية دون أن يرى الطلاب ذلك كدفع نحو مصلحتهم وانما كرغبة في املاء الرأي وتثبيت الكلمة واكراههم على ما يحبون. أما الكثير من أهالينا فيقفون في صف الكارهين المبغضين فهم يرون في هذه الفرصة عبئاً كبيراً بحيث تتطلب مضاعفة الانتباه وزيادة الرعاية والاهتمام وهذا يتطلب الجهود الجبارة وعليه يعتبر من الكارهين والمبغضين.
الواقع أن العطلة الصيفية لا تحمل مع كل اطلالة قضية الرغبة فيها أو الكراهية فقط وانما نجد فيها ايضاً صوراً تميزها عن غيرها من ألفترات والتي وجدت لزاماًعلى أن أتطرق اليها لالفت لها الانظار ولاضعها موضع الانتباه, التعليل والتأمل. هذه المظاهر والصور هي من واقعنا وقد تكون نتيجة أو سبباً لأمور أوسع تتعلق بمجتمعنا ومن فيه من أهالي ومسؤولين أذكر من هذه الصور ثلاثة :
1. الترميمات الصيفية !
تمرمدارسنا كل عام بما يسمى الترميمات الصيفية في الواقع ان كل مبنى يستعمل لفترة يجب ترميمه وتجديده لكن السؤال هو الى اي مدى يكون بحاجة الى ترميم ؟؟؟
في كل عام تصرف مبالغ باهظة لترميم ما قد خرب خلال السنة المنصرمة وهذه خسارة مادية حصاد عمليات التخريب خلال السنة الدراسية والتي يتاذى منها في النهاية المواطن وليس المؤسسة لأن ما يستثمر في الترميمات كان يمكن أن يستثمر في إنشاء منشئات حيوية أخرى تعود بالفائدة على المواطن.
اذا بحثنا في هذه الصورة عن نقطة ضوء فنجدها من نصيب ألمقاولين الذين يقومون بالترميمات ويجنون ألثمرات.
قد تبلغ تكلفة الترميمات الصيفيه هذا العام ما يقارب النصف مليون شيكل. فهل نملك هذا المال حتى نضيعه؟؟؟. في النهاية من الذي يتحمل هذه الاعباء غير الأهالي والبلد!
هذه دعوة لاهالينا الكرام عامة واولياء الامور خاصة أن يزرعوا في أبناءهم الاحساس بالانتماء لهذا البلد ومؤسساته والذي سيقود حتماً الى التخفيف من حدة ظاهرة التخريب والاتلاف التي نعاني منها بلا توقف!!!
2. المكتبات الموسمية!
يعي الجميع اهمية الكتاب. ليس فقط كتاب التدريس وانما المطالعة والمعلومة وغيره .
صورة ,تتعلق بالعطلة الصيفية, لا بد من ذكرها هي انتشارالمكتبات الموسمية التي تفتح وتغلق خلال شهرين والهدف منها واضح!!!الكسب المادي الذي لا ارى فيه عيباً ولا أنتقده ولكني وجدت ان انوه الى أن مجتمعنا بحاجة الى الكثير الكثير من المكتبات الفعالة طيلة أيام السنة حتى يتسنى لمن يرغب الحصول على الكتاب المفيد المرجو وجوده!!!
فيا حبذا لو استمر بعض اصحاب هذه المكتبات في فتحها بعد افتتاح السنة الدراسية!!! فوجود المكتبات يعطي لبلدنا صورة حضارية ويخدم أهالينا وأبناءنا, فما أحوجنا الى الكتاب. وكذلك اتمنى أن لا تباع فيها الكتب ألمزيفة!!!
3. المخيمات الصيفية!
تعداد طلابنا في رهط من كافة شرائح الجيل يصل الى سبعة عشر ألف (17,000) طالب وأكثر. لا يستطيع احد انكار أهمية البرامج اللا منهجية كعامل مساعد في تهذيب الطالب وصقل شخصيته وتنمية مواهبه وابراز طاقاته.
- سؤال:
كم من هؤلاء ال (17,000) واكثر وجد مكاناً في اطار لامنهجي واخص منها المخيمات الصيفية؟
- جواب :
القليل القليل!!! الا من رحم ربي!!! أستطيع أن اجزم أن عددهم لا يتجاوز الالف (1000). فاين الباقين ؟
- سؤال :
اين الأهالي ؟
أين المؤسسات؟
اين المسؤولين؟
- جواب :
في سبات, كسبات أهل الكهف!!!أو في عطلة ولكن ليست صيفية بل سرمدية أزلية!!!
وهذه ايضاً صورة!!!